التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

فن التعامل مع السلبيين

كل إنسان في هذه الحياة يصادف أشكالا وأنواعا مختلفة من البشر، منهم من يترك علامة طيبة وإيجابية في حياته. ومنهم من تحمل ذكراه مجموعة من الأحاسيس والمشاعر السلبية التي زرعها بداخل الاخرين عبر أسلوبه في التواصل والحديث المشبع بكلمات التذمر والإحباط والتشاؤم، والتي تقوم بامتصاص الطاقة الإيجابية وجرعة التفاؤل لدى الطرف الاخر واستبدالها بطاقة سلبية تقوم بادخال الفرد في دوامة من الكآبة والقلق. كما أن احتكاك المرء بشكل متواصل مع هذا النوع من الناس الذين يصنفون ضمن خانة " العلاقات السامة " ،   قد يؤدي به الى فقدان ثقته بنفسه و تقديره لذاته. فيبدأ بالتشكيك في مبادئه ونظرته لمجموعة من الأمور في حياته. وينقسم الأنام في هذه العلاقات الى فئتين: الفئة الأولى والتي تهوى وتتعمد نشر السلبية في محيطها، بحيث أن سعادة الآخرين تشكل نقطة استفزاز توقد نيران الحسد والغيرة بداخلها. ولا تخمد هذه النيران الا بتعاسة وحزن المحيطين بها.   أما الفئة الثانية، فبسبب ظروف عيشها وتجاربها السابقة، تجمعت بداخلها مجموعة من الأحاسيس والمشاعر الخنيقة، التي جعلتها تعيش تحت ضغط نفسي كبير، وهذا ما دفعها للبحث عن شخص ي
آخر المشاركات

رحلة نحو التغيير

من منا لم يشعر في مرحلة من مراحل حياته برغبة شديدة في التغيير؟ سواء تعلق الأمر بمظهره الخارجي، عاداته، مكان عيشه، تخصصه الجامعي أو غيرها من الأمور. والنقطة التي أريد التطرق إليها هي تغيير المسار المهني، فكل إنسان يبحث عن مجال عمل يمكنه من قضاء حياته في سعادة وهناء، لا يتعلق الأمر بالسعادة والرفاهية المادية فقط، لكن ما أقصده هنا هو السلام الداخلي والاتزان النفسي. فإذا لاحظنا نسبة الناس الذين يعانون الأمرين بسبب عملهم، سنجد أن عددهم لا يعد ولا يحصى. وهذا راجع لأسباب مختلفة، كالملل والرتابة، أو بسبب طبيعة العمل بحد ذاته والتي لا تلائم شخصيتهم وأهدافهم...فتجد الشخص يقضي ثلث يومه في ضغط وتوتر، منتظرا بفارغ الصبر لحظة عودته لمنزله مفرغ الطاقة، ومرهق الأعصاب. ومع مرور الوقت يبدأ بطرح عدة تساؤلات على نفسه: هل اخترت العمل الخطأ؟ لماذا توجهت لهذا التخصص بالذات؟ هل يجب أن أغير مساري المهني؟ لكن ما هو المجال المناسب لي؟ أم يتوجب على الانطلاق من نقطة الصفر وتأسيس مشروعي الخاص؟ وأسئلة أخرى عديدة تشغل باله وتفكيره. وعندما يصل المرء إلى هذه المرحلة، يجب عليه الإصغاء بتمعن إلى صوته الداخلي

لهيب الحيرة

يحل الليل بسواده القاتم الفحيم، فتخفت أصوات البشر جميعا إلا أصوات العقول المشوشة، أسيرة لهيب الحيرة و التردد. فعند الدجى يتعالى أنين آلامها و يتصاعد نواح أحزانها. فالحيرة سجن خنيق، لا ضي فيه و لا ونيس. يقف المرء فيه مصلوبا عاجزا عن اتخاذ القرار، بين العاطفة و العقل أيهما يختار؟! فيصبح كغريق وسط محيط عميق، يناجي شفقة منقذ رحيم، ينتشله من وضعه السقيم بنصح رشيد أو رأي حكيم،لعله يكون لروحه دليلا يقوده لطريق النجاة من دوامة المعاناة.  البحديدي بثينة  

الرهاب الاجتماعي

يعد الرهاب الاجتماعي أو ما يطلق عليه بالقلق الاجتماعي، من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا في العالم. فالعديد من الناس يخوضون معارك يومية مع هذا المرض، دون أن يدركوا ماهيته وحقيقته. وهنالك من يخلط بينه وبين الخجل المفرط أو التوتر العابر. لكن ما هو التعريف الحقيقي للرهاب الاجتماعي وما هي الأعراض التي تمكننا من اكتشافه وتشخيصه؟ الرهاب الاجتماعي، هو مرض نفسي ينتج عنه هالة من القلق والخوف اللذان يتملكان كيان الإنسان  ويسيطران على عقله. وهذا ينعكس تلقائيا على سلوكه وتصرفاته خاصة في المواقف التي تجعل منه محط أنظار الناس وعرضة لتقييمهم وانتقاداتهم. لذلك نجد المصابين بالرهاب الاجتماعي، يتفادون بشكل دائم اللقاءات والتجمعات التي تجعلهم في احتكاك مباشر مع الاخرين. متجنبين أيضا التعبير عن آرائهم وخوض نقاشات أو أحاديث معهم، وإن وضعوا في موقف يتطلب منهم الكلام أمام الناس، انعكس القلق والتوتر على أسلوبهم التعبيري. فتصبح لديهم صعوبة في التعبير بطلاقة والتحدث بطريقة واضحة، حتى أن وتيرة الكلام لديهم تصبح سريعة جدا وغير مفهومة. وتظهر على أصحاب الرهاب الاجتماعي أعراض أخرى على المستوى ال

شخصيات ألهمتني : المعماري العصامي

شخصيات ألهمتني :  المعماري العصامي   عندما نتحدث عن العصامية والتعليم الذاتي في مجال العمارة، لا بد أن يتبادر لأذهاننا اسم " تاداو أندو   Tadao Ando ». المعماري العصامي، الذي واجه الصعاب حتى تمكن من نحث اسمه وسط ألمع المعماريين في العالم. ولد" تاداو أندو"  عام 1941 م ،  في اليابان وتحديدا في "أوساكا Osaka  "، ترعرع في وسط عائلي جد متواضع. خلال نشأته كان يرتاد كثيرا ورش الحرفيين في منطقته ويتشرب أصول صنعتهم وهذا سينعكس بشكل مهم على مسيرته المهنية فيما بعد. في سن 17 عاما، امتهن " تاداو" مجال الملاكمة. ورغم احترافه هذا الميدان، لم تنطفئ نيران شغفه اتجاه عالم العمارة. لكن قانون الحياة لا يسهل دائما تحقيق الأمنيات، وفي العديد من الأوقات تجري الرياح بما لا تشتهي سفن الرغبات. فالحالة المادية " لتاداو أندو" آنذاك، لم تتح له الفرصة لدراسة العمارة في الجامعة. لكن رغم هذا كله، لم يتوقف عن مطاردة الفرص لتحقيق مبتغاه.   فبدل أن يدرس كأي طالب عادي في مدرجات الجامعة، سلك دربا آخرا تكللته صعوبات أكبر، لكن الأهم أن الطريق الذي اخت

دوامة الأعذار

الأعذار! تلك المتاهة التي يلجأ إليها المرء بمحض إرادته، يوم يقرر بقناعة تامة، أنه ضعيف وغير قادر على مجابهة نظرات المجتمع له، أو الحد من تطاول ألسنة الناس اللادغة التي تخنقه بكلمات السخرية والاستهزاء، بسبب تجربة فشل صادفت دربه أو التشفي من جرح علم حياته في لحظة من لحظات ماضيه. فالثغرات الموجودة في شخصيته وانعدام تقديره لذاته، جعلاه منكسرا أمام مجتمع انعدمت فيه الرحمة والرأفة بحال الغير. فيبقى ملاذه الوحيد هو الأعذار، التي يتخذ منها حصنا لحمايته من رماح كلام الناس القاتل، أو لعله يكون سبيلا لتليين قلوبهم وكسب تعاطفهم، حتى يقوموا بالتغاضي عن حاله، وتركه ودوامة أعذاره بسلام. لكن شعور السلام الداخلي هذا، لا يطول استشعاره ممن يحتمي تحت ظلال الأعذار، ففي بادئ الأمر ينعم بطمأنينة وسكينة تريح خاطره، لكن بعد ذلك تتحول هذه المشاعر إلى فرامل تحول بينه وبين تطوير ذاته، وخروجه من منطقة الراحة الوهمية.   فالحياة ليست جنة نعيم، بل هي لعبة مليئة بالمفاجآت والتحديات الصعبة التي لا يتحمل قساوتها أصحاب النفوس الهشة. فهي تتطلب قوة تحمل وحكمة تجعل من تجارب الماضي مهارة تزكي حاضر المرء ومست

أزمة ربيع العمر

          في عصرنا هذا أضحى العديد من الشباب في فترة العشرينات والثلاثينات من عمرهم يعانون من اضطرابات وأمراض نفسية متعددة. وذلك نتيجة الضغوطات التي يفرضها  المجتمع عبر سنه خطا معينا وجب على أي شاب إتباعه. ألا وهو ولوج جامعة عريقة يليه الحصول على شهادة عليا ومن ثم تحصيل وظيفة ذات راتب مهم يؤمن له معايير العيش الهني. وأخيرا الانتقال الى مرحلة تأسيس عش الزوجية الذهبي وإنجاب أطفال يترعرعون وفق نفس الأفكار ومنهجية العيش الرتيبة التي فرضها مجتمع لم يعطي أهمية لقيمة المرء وجوهره، مما أدى الى تدمير كيان عدد كبير من الشباب وتحطيم ثقته بنفسه وقدراته وذلك بسبب المقارنة بالغير وإهانة تفرده واختلافه الخلاق الذي يميزه عن محيطه علما أن أكثر ما يدمر الانسان هو التقليل من قدراته وتحقير قيمته ووضعه دائما محط مقارنة تقلل من شأنه وقدره. ولكي يتمكن المرء من تخطي مجموع الأفكار السلبية والبرمجة المسبقة التي ترسخت في ذهنه والمضي قدما في حياته لتحقيق ما يطمح إليه وجب عليه إدراك قدراته الخفية الكامنة بداخله. فكل إنسان يملك هبة دفينة بداخله تنتظر اللحظة التي يتخذ فيها القرار لإيقاظها والوعي لأهميتها و